إزالة الغموض في النزاع السوري: مناطق ما بعد داعش – ملخص حلقة نقاش

المتحدثون:

  • أسعد العشّي، منظمة بيتنا سوريا
  • حايد حايد، تشاثام هاوس
  • رنا خلف، استشارية مستقلة

في الأول من شهر آذار/ مارس، عقد مشروع “سوريا من الداخل” الذي يستضيفه معهد تشاثام هاوس ضمن برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مؤتمراً عاماً بعنوان “إزالة الغموض عن الصراع السوري”. كان الهدف من المؤتمر هو تسليط الضوء على أربعة محاور رئيسية أحياناً ما يُبالغ في تبسيطها أو أنها لا تُفهَمُ بالقدر الكافي في النقاش العام.

الموضوع الثالث هو الديناميات في مناطق ما بعد داعش (المناطق التي تحرّرت من التنظيم)، لا سيما أن هذه الديناميات تتباين على امتداد الشمال الشرقي من سوريا وكذلك مع هياكل الحُكم والموارد وديناميات القوة المقابلة.

ولئن كانت الهزيمة العسكرية قد لَحِقَت بتنظيم داعش في المنطقة، فإن حايد حايد يشير إلى أن العديد من مقاتلي التنظيم انضموا الآن إلى ميليشيات أخرى، بينما أُطلق سراح آخرين مرة أخرى ليعودوا إلى المجتمعات المحلية دونما خطط ملائمة لتحقيق العدالة والمصالحة وإعادة التأهيل. ويعمد بعضهم اليوم إلى انتهاج حرب العصابات وتكتيكات التمرد لزعزعة الاستقرار وبهدف تجنيد الأعضاء. كما أكد أسعد العشي أن الفراغ الذي خلَّفه تنظيم داعش يتم ملؤه اليوم بنماذج الإدارة المتنافسة في كل من دير الزور والرقة والمناطق التي تقع تحت السيطرة التركية. ومن دون استثمارات كبيرة في هذه المجالات وتنسيق جهود الحَوكمة، فإنَّ هناك خطر كبير يتمثّل في عودة ظهور داعش مرة أخرى.

فدير الزور منقسمة اليوم على طول نهر الفرات، بشرقها الذي تسيطر عليه قوات السورية الديمقراطية، وغربها الذي يقع تحت سيطرة الميليشيات الموالية للنظام. ويتبع المجلس الموجود في الشرق إلى قوات سوريا الديمقراطية ويتكون من قبائل محلية مختلفة تبعاً لأهمية هذه القبائل في تركيبة ديناميات السلطة. كما أكد أسعد العشي أن التطورات في شرق دير الزور تُصاغ كذلك وفقاً للصراع من أجل الموارد، وأولها النفط وحقل العمر، وبدرجة أقل الغاز. ومع ذلك، لا يزال التحدي المتمثل في تصدير النفط والاستفادة منه على المستوى الإقليمي والمحلي قائماً.

وتقول رنا خلف إن المناطق التي تقع خارج دير الزور تقع في الغالب تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) سياسياً وَ”وحدات حماية الشعب” (YPG / YPJ) عسكرياً. وفي حين أن الهدف الأول لـحزب الاتحاد الديمقراطي هو تحقيق الأمن على الأرض، فإن نماذج الحكم الخاصة به تختلف بين المناطق التي يسيطر عليها. ويعتد ذلك على قوة نظُم المحاباة المحلية، والبِنى القبلية، ودرجة المقاومة المدنية والتركيبة الإثنية.

في الرقة، على سبيل المثال، يولي المراقبون الخارجيون أهمية كبيرة لسلطة المجلس المحلي وشرعيته، وهو ما لا تتفق معه رنا خلف. وتشيرُ خلف إلى المختار الذي يقدم قسائم للمواد الغذائية، وإلى كالة التنمية والإغاثة التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، التي تكتسب الشرعية من خلال دعم المنظمات غير الحكومية الدولية، كما تقدم خدمات أخرى. ويتفق حايد حايد مع هذ الرأي ويسلِّط الضوء على الصعوبات المُلحّة التي يواجهها مجلس الرقة المدني لجهة نقص التمويل والموارد والشرعية لدى الناس.

اقترح حايد دعم الجمعيات ، وهُم التكنوقراط المحليون الذين يعملون على إعادة بناء مناطقهم بدعم فعلي من المنظمات غير الحكومية الدولية والحكومات الدولية، كطريقة لإعادة تأهيل الرقة واستعادة الخدمات. فبذلك يمكن أيضاً تجنب النزاعات المحتملة بفعل العمل مع الفاعلين السياسيين مثل حزب الاتحاد الديمقراطي، وكما ذكر أسعد العشي، فقد أفشلت عمليات التحايل المحاولات التي بُذِلت من الأعلى إلى الأسفل للتنسيق بين جهود مجلس الرقة المدني، المدعوم من التحالف الدولي، وجهود مجلس محافظة الرقة، المدعوم من تركيا وروسيا. واتفق جميع المتحدثين على أهمية تمكين السكان المحليين واستعادة تمثيلهم على مستوى المجتمع المحلي.

ومع ذلك، حذّر حايد من مغبَّة الشراكة مع أحد الممثلين المحليين ومحاولة توسيع نفوذه خارج مجتمعه المحلي، على غرار ما فعلته الولايات المتحدة عند اختيارها الشريك ضد داعش. فالمفتاح هو التركيز على المجموعات المحلية والعمل معها في مناطقها الخاصة. كما شددت رنا خلف على أهمية النظر إلى الخطاب والمظالم المحلية.

إذا كانت الولايات المتحدة ستغير موقفها في المنطقة، فإن تأثير ذلك سوف يكون كبيراً. فعلى صعيد الموارد، رأى أسعد العشي بأن الحقول النفطية التي ما تزال في الخدمة ستؤول إلى النظام حيث تتوفر لديه المعرفة والتأثير. وطرح حايد حايد مثال عفرين لتسليط الضوء على اللاعبين الرئيسيين الذين سيبقون، أي إيران وروسيا والنظام وتركيا، وجميعهم لديهم أجنداتهم المختلفة.

شاهد حلقة النقاش كاملة باللغة الانكليزية >>>>>