الادارة الذاتیة الكردیة في سوریا :بین الطموح والبقاء

  •  تصدر أكراد سوريا المعركة مع تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام “داعش”، ما اكسبهم دعم الولايات المتحدة الاميركية، وذلك رغم ازدياد منسوب التوتر بينهم وبين المعارضة السورية. وقد سجّل الاكراد انتصارات استراتيجية ملحوظة، ولكنها تبقى هشة.
  • عبرت المجموعات الكردية السورية السياسية عن اختلافاتها الأيديولوجية والتكتيكية في تعاطيها مع الاحداث في سوريا.  وقد كشف تولي حزب الاتحاد الديموقراطي السلطة عن توجه برغماتي للحزب، تضمن التوصل الى اتفاقات ضمنية مع النظام في سوريا، وذلك لضمان هامش من الاستقلالية عن الحكومة المركزية.
  •  انتقدت المعارضة السورية حزب الاتحاد الديموقراطي متهمة اياه بكونه مجرد وكيل لدى النظام السوري، الا ان الواقع اكثر تعقيدا من ذلك.  ينبغي النظر الى علاقة حزب الاتحاد بالنظام السوري كاستراتجية اتبعت لضمان البقاء للأكراد في خضم الحرب السورية.
  • استمد حزب الاتحاد الديموقراطي شرعيته المحلية، والتي لا تخلو من المنافسة من قبل الأحزاب الاخرى، من نجاحه في أرض المعركة ضد داعش، ومن قدرته على تأمين شكل محلي من أشكال الادارية الذاتية.  الا أن نظام الادارة وتأمين الخدمات التي اتبعته حركة المجتمع الديموقراطي التي يتصدرها حزب الاتحاد الديموقراطي تبقى أقل من المطلوب، وأحيانا معتمدة بشكل واسع على الحكومة المركزية في دمشق.
  • تنقسم الطبقة الحاكمة في الدولة السورية الى فريقين حيال هذه التطورات، أحدهما يؤمن أن النموذج المتبع في روجافا ممكن ان يعمل بالتوازي مع الحكومة السورية، وأن التوافق بين الاثنين سيكون نتيجة حتمية لبقاء الفريقين.  في حين يؤمن الفريق الأكثر تشددا في النظام السوري أن قبول الاخير بما يقوم به حزب الاتحاد الديموقراطي ما هو إلا عملية مؤقتة تعود بعدها السلطة بمركزيتها الى الحكومة السورية فور أن تضع الحرب أوزارها وانتهاء النظام من حربه مع مجموعات أخرى في سوريا، ما يهدد بتدهور جدي للأوضاع في المستقبل.
  • على حركة المجتمع الديموقراطي أن تدرك المخاطر الناجمة عن التوسع، حيث أنها ستستفيد أكثر من التركيز على تقوية الادارة المحلية في المناطق التي تسيطر عليها حاليا عوضا عن التوسع أكثر في مناطق ذي غالبية عربية سنية. هذا التوسع قد يؤجج لصراعات عرقية وإثنية مستقبلية ويزيد من الضغوطات على قدرات وإمكانيات الادارة المحلية. كما أن زيادة الاعتماد على التحالف الدولي لمحاربة داعش قد لا يخلو من المخاطرة نظرا لعدم استقرار دعم الولايات المتحدة الاميركية لحلفائها على الارض خلال الحرب السورية.