إزالة الغموض عن الصراع السوري: المجتمع المدني والمجتمعات المحلية – ملخص حلقة نقاش

المتحدثون:

  • ماريا العبدة، المديرة التنفيذية، منظمة المرأة الآن للتنمية (WND)
  • علا رمضان، المؤسِّسة والمديرة، مؤسسة بدائل
  • سالم سلامة، جامعة أكسفورد

 

في الأول من شهر آذار/ مارس، عقد مشروع “سوريا من الداخل” الذي يستضيفه معهد تشاثام هاوس ضمن برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مؤتمراً عاماً بعنوان “إزالة الغموض عن الصراع السوري”. كان الهدف من المؤتمر هو تسليط الضوء على أربعة محاور رئيسية أحياناً ما يُبالغ في تبسيطها أو أنها لا تُفهَمُ بالقدر الكافي في النقاش العام.

الموضوع الرابع هو المجتمع المدني والمجتمعات المحلية، ولا سيّما دورها في أي عملية سلام مستقبلية.

بدأت ماريا العبدة بانتقاد طريقة تركيز التغطية الإعلامية لهجوم النظامَين الروسي والسوري على الغوطة الشرقية في شباط/فبراير على القصف وتجاهلها لعمل المجتمع المدني في المنطقة الذي استمرّ رغم الهجوم.

وقالت إن هناك حاجة إلى إدراك كيف تعمل المجتمعات المحلية ومنظمات المجتمع المدني على بناء السلام داخل سوريا – على سبيل المثال، من خلال خلق فضاءات آمنة للنقاش وتزويد المجتمع بالأدوات لمناقشة القضايا السياسية. وأوضحت العبدة أن المجتمع المدني يواجه تحدياً كبيراً في الحفاظ على هذا النوع من العمل، نظراً لمحدودية التمويل المقدّم لدعم هذه الأنواع من الأنشطة، التي لا تبدو جذابة بما يكفي للجهات المانحة الدولية. وتحدّثت العبدة أيضاً عن أهمية توفير الحماية للمجتمع المدني.

أمّا مديرة النقاش ليلى العودات فقد أوضحت أن مصطلح ‘المجتمع المدني’ يُستخدم لتعريف مجموعة كبيرة جداً من الأنشطة، بما في ذلك الحوكَمة، والمساعدات الإنسانية والدعم المدني. وكما أوضحت رمضان، فإن نطاق عمل مجموعات المجتمع المدني داخل سوريا مرتبط بالوضع على الأرض وباحتياجات مجتمعاتها. ولذلك، على الرغم من وجود قواسم مشتركة بين مجموعات مختلفة من المجتمع المدني في المناطق التي لا تخضع للنظام، فإن عمل هذه المجموعات يختلف استناداً إلى الجهة التي تسيطر على المنطقة وطبيعة احتياجات المقيمين هناك.

على سبيل المثال، يختلف نشاط المجتمع المدني في الحسكة، التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، عن نوع العمل الذي يتم تنفيذه في إدلب. وأوضحت رمضان أن مجموعات المجتمع المدني في الحسكة تركز عملها على مشاركة المرأة المحلية في الحياة العامة وحقوق المرأة، لكنها تتجنب العمل في مجال التعليم. ويُعزى ذلك إلى أنَّ حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) يقدم نفسه كمؤيد لحقوق المرأة وإدماجها، ويرحب بهذا العمل، لكنه يحتكر مجال التعليم، على سبيل المثال من خلال إلغاء اللغة العربية من المنهج الدراسي.

وعلى الرغم من هذه القيود، فإن جماعات المجتمع المدني قادرة على معالجة قضايا هامة من خلال تنفيذ الأنشطة خِلسَةً. واستشهدت رمضان بمثال مدينة سراقب، حيث تناولت المجموعات النسائية مسألة تجنيد الأطفال في الجماعات المسلحة من خلال توفير الدعم النفسي والاجتماعي للمراهقين.

وأضاف سالم سلامة أن أحد التحديات التي يواجهها المجتمع المدني اليوم هو في الواقع أن يظل جزءاً من المعادلة، لأن الاستقطاب والضغط على المجتمع المدني شديدان. وهذا ليس دوماً بسبب ممارسات النظام، ولكنه أيضاً بسبب ممارسات المجتمع الدولي في بعض الأحيان.

وأوضحت رمضان أن مصطلح ‘بناء السلام’ بات يُعتبر مشبوهاً من قِبَل بعض الجهات الفاعلة في المجتمع المدني في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، لأن هذا الأخير قد استخدم المصطلح في إنشاء وزارة المصالحة التي يراها العديدون بمثابة وسيلة للتصالح مع النظام. وقال سلامة، إنه على الرغم من أن غرفة مشاورة المجتمع المدني التي تُعد جزءاً من عملية جنيف هي آلية هامة، بيدَ أنّ جماعات المجتمع المدني قد أعربت مراراً عن قلقها إزاء عملية التشاور. وأتبَعت رمضان بقولها إنَّ جماعات المجتمع المدني السوري لم تشترك في وضع جدول الأعمال منذ البداية.

وانتهت الجلسة بإشارة من رمضان إلى الحاجة لاستمرار التمويل الدولي للمجتمع المدني في المناطق التي توجد فيها مجموعات مثل هيئة تحرير الشام، ووضع آليات لضمان تمكين مجموعات المجتمع المدني من البقاء على المدى الطويل.

شاهد حلقة النقاش كاملة باللغة الانكليزية >>>>>